هذه الكرمة يا مولايْ، من غرس يمينَك.
نبتت من شوكةٍ كانت، على طرف جَبينَك.
ورواها دمك القاني، وسيل من جفونَك.
وراعاها حبك الصافي، وذاقت من حنينَك.
فنمت في جنة الإيمان، تحيا في يقينَك.
ومضت تحمل للأقباط، من أثمار دينَك.
هذه الكرمة يا مولايْ، من غرس يمينَك.
غير أن الريح يا مولايْ .. قد طاحت بغصنِ.
شردت طيره في الكرمة .. من ركن لركنِ.
طار لا يشدو ولكن شاكياً .. من ذا التجني.
أنت يا مَنْ قلت من يمسسكموا .. قد مسَّ عيني.
فرِّح الأطيار في الكرمة، وإمح كل حزنِ.
وإصلح الأمر فهذا الغصن، من أقوى غصونك.
هذه الكرمة يا مولايْ من غرس يمينك.
ليس لي يا خالقي الجبار، أن أفهم قصدك.
فغبي أنا يا قدوس، والحكمة عندك.
غير أنا .. قد تركنا .. مَنْ لنا يا رب بعدك.
ليس إلا .. وعدك الماضي .. فهل تذكر يا رب وعدك.
أنت لا تنساه .. مهما نسى الكرام عهدك.
كيف تنسى ابرآم .. مختارك أو يعقوب عبدك.
كيف تنسى الحب .. والإشفاق أو ماضي حنينك.
هذه الكرمة يا مولاى من غرس يمينك.
نحن منقشون، في كفك.
لا نخشى إضطراباً، نحن أخطأنا.
ولكن سوف، لا نفنى عقاباً.
هوذا الرحمة تنصب، من الآب إنصباباً.
كلما نغلق باباً، تفتح الرحمة باباً.
أه يا مولاىْ .. يا مَنْ عرف الخل شراباً.
شعبك المسكين .. يا قدوس قد قاسى عذاباً.
إنظر الكرمة .. بعد الخصب .. قد أمست خراباً.
وإشفق اليوم عليها .. فهي لا تحيا بدونك.
هذه الكرمة يا مولايْ من غرس يمينك.