أنت لم تُنصِت إلى الحية بل، أخطأت أمي وأصغت لنداها،
أنت لم تُقطِف من الجنة بل، قطفت أمي حراماً من جناها،
أنت قدوس طهور بينما، أنا من شُرِّد في الشر وتاها،
أنت عالٍ في سماءٍ إنما، أنا إبن الأرض أصلي من ثَراها،
فلماذا أنت مصلوبٌ هنا، وأنا الخاطئ حُرٌّ أتباهى،
حكمة يا رب لا أُدركها، وحنان قد تسامى وتناهى.
عجباً يا رب ماذا قد جرى، وعلام كرههم فيك علاما،
عشت يا مولاى حيناً بينهم، تنزع البغضات منهم والخصاما،
كنت يا قدوس قلباً مشفقاً، فملأت الكون حباً وسلاما،
كنت رِجْلاً لكسيح ويداً، لأشل وأباً بين اليتامى،
قد أقمت الميت والأعمى رأى، والطريح المُقعَد إشتد وقاما،
فلماذا قامت الدنيا على، شخصك الحاني وزادت في أذاها،
ولماذا أنت مصلوبٌ هنا، وأنا الخاطئ حُرٌّ أتباهى،
حكمة يا رب لا أُدركها، وحنان قد تسامى وتناهى.
أن أوْلى منك بالصلب أنا، صاحب العار الذي لوَّث نفسَه،
أنا من ضيَّعَ ويحي يومه، في ضلال مثلما ضيَّعَ أمسَه،
أنا من يسعى إلى الموت وفي، نشوة أو سكرة يحفر رمسَه،
أنا ظمآن توَّلى مسرعاً، يرتجي الحية أن تملأ كأسَه،
أيها المصلوب يا مَنْ قد رأى، كل من في العالم الناكر قُدسَه،
كلما طافت بك العين إتروَّت، نفسي الخجلي يغطيها بكاها،
فلماذا أنت مصلوبٌ هنا، وأنا الخاطئ حُرٌّ أتباهى،
حكمة يا رب لا أُدركها، وحنان قد تسامى وتناهى.